النحاس: الدرع الواقي من جائحة كوفيد

28 سبتمبر, 2020

تتحدث الأخبار حاليًا عن النحاس - وهو أحد أقدم المعادن التي عرفها الإنسان – بسبب خصائصه المضادة للفيروسات أثناء مكافحة كوفيد-19

Copper: The shield against COVID

يحتل النحاس الآن مكانًا خاصًا جدًا بفضل إمكاناته الفريدة المقاومة لمسببات الأمراض بالإضافة إلى كونه جزء من الهواتف الذكية الحديثة وحتى جميع الأجهزة الكهربائية تقريبًا التي نستخدمها. ويعد النحاس الذي يحمل العلامة التجارية Birla Copper لدى شركة Hindalco أساسيًا في العديد من جوانب حياتنا – بدايةً من الأدوات المنزلية إلى الهواتف الذكية العصرية وكهربة السكك الحديدية. والآن يُثبت النحاس الذي يعد أقدم معدن عرفه الإنسان أنه أداة قوية لمكافحة كوفيد-19.

أصبح النحاس - وهو معدن أساسي موجود لما يقرب من 10,000 عام - عنصرًا جديدًا للغاية في الحرب العالمية ضد فيروس كورونا المستجد. وإن هذا المعدن المرن والقابل للسحب والطرق والمعروف بخواصه التوصيلية الحرارية والكهربائية العالية موجود في رواسب الخام الطبيعية حول العالم. وعلى الرغم من أنه يكاد ألا يُرى، فوجوده واسع الانتشار في حياتنا أكثر مما نعتقد – بدايةً من تشغيل المحركات الكهربائية إلى كونه جزءًا من أعمال السباكة المنزلية وتكييف الهواء وأنظمة تنقية المياه – فهناك الكثير من الأشياء التي تعتمد على النحاس بشكل أو بآخر.

إن وجوده في حياتنا اليومية يعد أكثر انتشارًا بوصفه موصل كهربائي في الدوائر المتكاملة وعلى لوحات الدوائر المطبوعة الموجودة عمليًا داخل أي أداة كهربية أو جهاز حديث أو معدات أو مركبات مستخدمة اليوم. ومازالت شبكات الاتصالات تعتمد على النحاس من أجل روابط المرحلة الاخيرة الحيوية على الرغم من تزايد الانتقال إلى كابلات الألياف الضوئية. ولا يمكننا تصور العالم الرقمي الذي نعيش فيه من دون النحاس سواءً في الهواتف القديمة أو الهواتف الذكية العصرية شديدة التقدم التي نستخدمها اليوم.

يحتوي الهاتف الذكي الحديث عادةً على نحو 16 جم من النحاس

إن هذا ما يجعل النحاس أحد أكثر المعادن الأساسية استعمالًا وطلبًا من أجل الإلكترونيات الاستهلاكية، والسيارات، والبناء والتشييد، والآلات الصناعية، وقطاعات نقل وتوزيع الطاقة، وهذا على سبيل المثال لا الحصر. فإن مميزات النحاس وخصائصه الفريدة جعلت منه معدنًا مفضَلاً بصورة تدريجية في جميع الجوانب العملية لحياة الإنسان.

إعادة اكتشاف المميزات

انتبه العلم حديثًا إلى بعض خصائص النحاس المكافحة للعدوى على الرغم من أنه حظى دائمًا بتقديرٍ كبيرٍ منذ العصور القديمة لفوائده الصحية. وقد سُجل أول استخدام للنحاس كعامل مكافح للعدوى في بردية سميث – أقدم وثيقة طبية عرفها التاريخ.

استخدم الصينيون العملات النحاسية تقريبًا سنة 1600 قبل الميلاد كدواء لعلاج آلام القلب والمعدة وأمراض المثانة
(المصدر: مجلة سميثسونيان)

أوصت الكتب المقدسة الأيورفيدية بشُرب المياه المخزَنة طوال الليل في الأوعية النحاسية حيث إنها تُعتبر مفيدة للجهاز الهضمي. تكتسب هذه المياه خصائص إزالة السموم ومقاومة الالتهاب ومقاومة التقدم في العمر، وهي خصائص معروفة لدى الكثير من الحضارات القديمة حول العالم لعدة قرون.

مؤخرًا، أدت نتائج الأبحاث حول قدرة النحاس على القضاء على فيروس كورونا المستجد بفاعلية إلى وضعه بمركز الصدارة في المناقشات العلمية والعامة حول الجائحة. فمن المثبت الآن أن أيونات النحاس تدمر مسببات المرض بسرعة وتقلل من فاعليتها، وأفضل ما في الأمر أن الخواص القوية للنحاس المضادة للميكروبات لا تتلاشى مع الوقت والزمن. بالإضافة إلى ذلك، فإن قدرة النحاس على الوقاية من البكتيريا والفيروسات أكبر من قدرة المعادن الثقيلة الأخرى مثل الذهب والفضة. فإن هذه الخواص الطبيعية تجعل النحاس حليفًا قويًا للدول في معركتها ضد كوفيد-19.

وفقًا لدراسة البحث العلمي المنشورة في صحيفة نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين في مارس 2020، لوحظ أن سلالة فيروس كورونا 2- المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة المسببة لكوفيد-19 لا تكون نشطة على الأسطح النحاسية إلا لمدة أربع ساعات مقارنة بالأسطح المصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ والبلاستيك حيث تنشط عليها لمدة تصل إلى يومين أو ثلاثة أيام، بينما تحتفط بطبيعتها الناقلة للعدوى على الأسطح المصنوعة من الورق المقوى لمدة تصل إلى 24 ساعة.

لا عجب أن الاهتمام بالنحاس تضاعف خلال الأشهر القليلة الماضية حيث اكتشف المستهلكون ورجال الأعمال والحكومات خواصه المضادة للفيروسات والمضادة للبكتيريا والمضادة للفطريات مما يشكل فرصة جديدة لضم معدن النحاس إلى الاستخدام اليومي.

اكتشاف استخدامات جديدة

Copper: The shield against COVID

قبل صدمة كوفيد-19 بكثير، قادت جمهورية تشيلي الجهود لدراسة استخدامات النحاس وتوسيعها على الأسطح وداخل المنتجات مثل ملابس الاطفال، والاحذية، ومستحضرات التجميل، وأكياس النوم، والشراشف، والمنظفات، والدهانات للاستفادة من مزاياه المضادة للميكروبات.

طورت الدولة التي تنتج ما يقرب من ثلث إنتاج العالم من النحاس مركز إبداع متنوع للنحاس. واستخدمت جمهورية تشيلي المعدن في كثير من المجالات، خاصةً في أنظمة النقل العام والمباني والمساحات العامة الأخرى، حيث تُطلى به أسطح الدرابزين ومقابض الأبواب ولوحات الدفع وأسِرة المستشفيات بالنحاس لتكون أكثر أمانًا. ويتزايد استخدام جزيئات النحاس النانوية حيث تستخدمها بعض الشركات في صناعة أقنعة الوجه ومطهرات اليدين والمطهرات الصناعية.

في الهند، تتصدر شركة Hindalco عمليات تصنيع نحاس. ويشغل قسم النحاس بالشركة، Birla Copper، أحد أكبر المواقع الفردية لأوعية صهر النحاس العادي في العالم بمدينة داهيج في ولاية غوجارات على ساحل الهند الغربي بسعة تشغيل تصل إلى 500,000 طن في العام.

حصلت العلامة التجارية Birla Copper على شهادات المنظمة الدولية للمعايير (الأيزو) 9001, و14001, و27001, و50001، وشهادة نظام إدارة السلامة والصحة المهنية (أوساس) 18001، وهي مسجلة في بورصة لندن للمعادن بعلامة تجارية للنحاس من الدرجة – أ. وتُعرف علامتيها التجاريتين Birla Copper و Birla Copper II بالنقاء الشديد والجودة الثابتة في الأسواق المحلية والعالمية.

تنتج الشركة كاثود النحاس بالدرجة الخاصة ببورصة لندن للمعادن، وقضبان الصب المتواصل من النحاس بمقاسات متنوعة، ومعادن نفيسة مثل الذهب والفضة. تُعد Birla Copper الشركة المُصنِعة الرائدة لقضبان النحاس بقطر 19.6 مم التي تُستخدم في مشاريع كهربة السكك الحديدية في جميع أنحاء الهند.

مع ترنُح الأمة تحت التأثير الصحي والاجتماعي للجائحة، تعهدت شركة Birla Copper بابتكار طرق جديدة واكتشافها لتعزيز المزايا الفريدة للنحاس نحو التصدي لمخاوف السلامة التي فرضتها جائحة كوفيد-19.